abu audai Admin
عدد الرسائل : 2 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
| موضوع: نصيحة.. الجمعة أغسطس 08 2008, 16:50 | |
| نصيحة.. علي مقعد عبدالحليم حافظ! [b][b]في دنيا الصحافة ليس سهلا أن تقول 'أنا تلميذ مصطفي أمين' ذلك انك ولابد بهذه العبارة سوف تضع نفسك في منطقة عجيبة من المتناقضات والاثارة. تماما بحجم تاريخ متناقضات اثارة مدرسة 'مصطفي وعلي أمين' والتي لا يجرؤ أحد علي الرغم بأنها لم تؤثر ­ ومازالت ­ في الصحافة العربية وليس المصرية فقط. وقد يكون من الصعب أن يتحدث التلميذ عن أستاذه في صراحة. اذ يظل التلميذ تلميدا والاستاذ استاذا. لكن أجمل الدروس وأولها التي تعلمتها علي يدي استاذي مصطفي أمين كانت أن الصحافة الحقة فريق عمل. لكل أحد فيها دوره المهم حتي ولو كان دورا هامشيا. عندما التقيت لأول مرة مصطفي أمين قبل ثلاثين عاما، كان الرئيس الراحل أنور السادات قد أفرج عنه بعد أن ظل في السجن طوال تسع سنوات، قام خلالها بكتابة العديد من الكتب التي كانت أشهرها سلسلة كتبه 'سنة أولي وثانية وثالثة سجن' إلخ، أهداني مصطفي أمين نسخا من هذه الكتب مع اهداء بخط يده يقول فيه 'إلي زميلي وصديقي محمود....' وقد تعجبت كثيرا من أن يعتبرني الصحفي العملاق زميلا له. رغم أنني كنت وقتها صحفيا تحت التمرين. لكنه كان بروح الدعابة التي يشتهر بها يحلو له أن يقول أحيانا لزواره: أنا ومحمود نتقاضي راتبا شهريا قدره ألف وخمسة عشر جنيها. ثم ينفجر في نوبة ضحك هادرة. بالطبع كانت النكتة تعجب زواره، الذين بلاشك يعرفون جيدا من في الاثنين راتبه ألف جنيه ومن راتبه خمسة عشر جنيها!
***
روح الدعابة وهذه الضحكة المجلجلة العميقة ذلك شيء كان يتميز به مصطفي أمين، وأن كانت ليست ميزته الوحيدة. لكنك ان لم تكن صحفيا واذا كنت لم تلتق به من قبل. كان يمكنك أن تكتشف ذلك اذا ذهبت للقائه لسبب أو آخر. كان يلتقي كل يوم بعشرات من نماذج البشر المختلفة. هذا غير أصحاب الحاجات والشكاوي الذين ينتظرون حضوره كل صباح. في مشهد كان يحفظه جيدا شارع الصحافة. حين يهبط من سيارته السوداء فيجدهم في انتظاره وكل منهم يحمل ورقة كتب بها مشكلته. لكن زائر مصطفي أمين كان لابد أولا أن يصعد الي مكتبه الذي لم يتغير طوال سنوات في الطابق التاسع بدار 'أخبار اليوم' ثم تلتقي في حجرة السكرتارية رجلا متوسط القامة يمتليء حيوية ونشاطا هو الاستاذ 'كرم' مدير مكتب مصطفي أمين. والذي كان في يوم من الايام زميلا له في السجن! وكنت حين تخطو الي مكتب عملاق الصحافة المصرية تلاحظ من الوهلة الاولي ان الرجل عملاق البنية فعلا يجلس الي مكتبه في صدر الغرفة أمامه أوراقه البيضاء والكتب علي جانبي المكتب الذي تتوسطه 'محبرة' قديمة لأن مصطفي أمين كان وفيا للقلم الحبر الذي تخلي عنه الناس. واذا شاءت الظروف أن تشاهده وهو يكتب زاويته الشهيرة 'فكرة'، وقد كانت فيما مضي زاوية توأمه الراحل علي أمين، وواصل مصطفي أمين كتابتها بعد وفاة علي أمين. تتعجب عندما تجده يضع القلم علي الورقة ثم ينطلق في الكتابة مرة واحدة. لا يتوقف إلا عندما يضع النقطة الاخيرة في نهاية المقال. وقد تحولت 'فكرة' الي كتاب مهم من كتب مصطفي أمين الكثيرة، وهي الزاوية التي كان ينتظرها ملايين المصريين كل صباح، يتنفسون خلال سطورها الحرية والجرأة التي يكتبها بها مصطفي أمين، الذي تعرض من خلالها وطوال سنوات لقضايا الشعب المصري والعربي بكل جسارة. وفي يوم من الأيام تسببت 'فكرة' واحدة في أن يمنع الرئيس الراحل السادات مصطفي أمين من كتابة 'فكرة' لأكثر من 40 يوما حين كتب عن 'هرولة' البعض للانضمام إلي حزب الحكومة أيامها. واذا كان مصطفي أمين قد علمني في بداية عملي الصحفي كيف اقرأ 'بالمقلوب' اذا جلست الي مكتب أحد المصادر لعلني أجد في أوراقه خبرا مهما لجريدتي، فانه بالقطع لم يعلمني ­ ولم يعلم ­ أنني أقوم بسرقة مقال 'فكرة' الذي يكتبه بخط يده بعد أن يذهب الي المطبعة. واحتفظ بعدد كبير من مقالاته مكتوبة بخط يده. وكان فيما مضي يمارس دعاباته معي وأنا محرر تحت التمرين فيمسك بورقة خالية. ويقول لي: أنظر هذه الورقة الخالية لا تساوي شيئا غير ثمنها.. فإذا كتب عليها مصطفي أمين تساوي الكثير وتذهب الي المطابع فورا.. اذا كتب عليها واحد مثل حضرتك.. تذهب الورقة فورا الي سلة المهملات. ثم ينطلق في نوبة ضحكة اياها.. 'هاها.. هاها'!
***
وقد تعلمت الكثير طوال سنوات من مصطفي أمين. لكني ورثت عنه كراهية الظلم والظالمين، كنت ذات يوم قد سألته مبهورا بشجاعته وجرأته، ودفاعه المستميت عن الحق والحرية الديمقراطية. مصطفي بك.. هل كنت هكذا فيما مضي؟ وأغمض الرجل الكبير عينيه برهة وكأنه يستعرض تاريخ حياته. وارتجف قلبي من أمانته حين وجدته يقل لي بمنتهي البساطة: لا.. الزمن علمني. لكني أزعم انه كان هناك مدرس آخر لمصطفي أمين غير الزمن، وهو السجن، يمكنني أن أزعم أن مصطفي أمين آخر ولد في ليمان طرة. فقد كان مدخنا رهيبا قبل سجنه. وحين وجد أن التدخين سوف يكون نقطة ضعفه في السجن وقد يستغلها أحد. فقد توقف عن التدخين فورا. ومازلت حتي اليوم احتفظ بصورة معبرة لمصطفي أمين في زنزانته بليمان طرة. كان الرئيس السادات في منتصف السبعينيات قد فكر في هدم الليمان الشهير وتحويله الي متحف، وذهب بنفسه ليضرب أول معول هدم في الليمان، وذهب معه مصطفي أمين الذي طلب أن يري [/b][/b]
| |
|
admin Admin
عدد الرسائل : 437 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
بطاقة الشخصية 7amodeddd: 22
| |